بدأت في مدينة سرت الليبية الدورة ال22 لمؤتمر القمة العربية حيث توالت في كلمات الافتتاح ردود الفعل الغاضبة تجاه سياسات الاستيطان الإسرائيلي.
فقد دعا الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى القادة العرب لمناقشة جميع الاحتمالات بما في ذلك فشل عملية السلام كلية. وقال موسى في كلمته" لا مكان لإسرائيل في محافلنا طالما هي متمسكة بأنها دولة فوق القانون".
وأوضح أن أي عملية سلام لا يمكن أن تكون مفتوحة بل يجب وضع أطر زمنية لها، مؤكدا أن لجنة المبادرة العربية في سبيلها لبلورة خطط بديلة لمواجهة الموقف.
وقال موسى" لقد حان الوقت لمواجهة اسرائيل. يجب ان يكون لدينا خطط بديلة لان الموقف وصل الى نقطة تحول".
وقال ايضا إنه لا مكان لإسرائيل فى المحافل الإقليمية طالما بقيت على مواقفها وسياساتها الحالية حسب قوله. وأضاف أن أى عملية سلام يجب ألا تكون مفتوحة النهاية مشددا على ضرورة وضع جدول زمنى.
التقارير تفيد بأن قضية القدس تهيمن على مناقشات القادة العرب
ودعا موسى إلى إطلاق حوار إيرانى عربى لتحديد طبيعة العلاقة المستقبلية.
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب رادوجان فقد وصف الموقف الإسرائيلي بأنه ضرب من "الجنون".
من جهته حث الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون القادة العرب على تأييد الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة لاستئناف مفاوضات السلام غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وقال بان كي مون خلال الكلمة التي ادلى بها في افتتاح اعمال القمة " رسالتي اليكم هي مهما كانت بواعث قلقكم لا يوجد بديل للمفاوضات من اجل حل الدولتين".
وقال مون ان" النشاط الاستيطاني غير شرعي ويجب ان يتوقف". واضاف انه" يجب احترام ان القدس مهمة لدى الجميع، ويجب ان تنبثق من خلال المفاوضات كعاصمة للدولتين".
وقال مون" نحن نؤيد الجهود الدبلوماسية المكثفة التي تقوبم بها الولايات المتحدة حاليا من اجل التغلب على ازمة عدم الثقة الحالية".
واضاف" لكن من الضروري للمجتمع الدولي والدول العربية المساعدة في خلق مناخ ملائم يمكن ان تنجح المفاوضات خلاله. لندع ان يكون ذلك التزام لنا".
الا ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس استبعد خلال كلمته في القمة عقد هذه المباحثات غير المباشرة مع الاسرائيليين، ما لم تتوقف اسرائيل عن بناء المزيد من المستوطنات.
وقال موفد بي بي سي إلى سرت إن الدكتور نبيل ابو ردينة قد نفى ما أفادت به مصادر من الأمانة العامة للجامعة العربية بمغادرتة عباس القمة.
القذافي
يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير
من جهته قال الزعيم الليبي معمر القذافي في مستهل أعمال قمة سرت العربية إن النظام الرسمي العربي "يواجه تحديات شعبية متزايدة ولن تتراجع هذه التحديات حتى تصل إلى هدفها النهائي".
وفي كلمته عقب تسلم رئاسة القمة من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني دعا القذافي إلى تجنب القرارات التي لا ترضى عنها "الجماهير العربية" مضيفا " يجب أن نحاول أن نقرر ما تنتظره منا الجماهير إذا قررنا أي شئ لن ترضى عنه الجماهير لن يكتب له النجاح والجماهير ماضية في تحدي النظام الرسمي".
وقال القذافي إن المواطن العربي "متمرد ومتربص" مضيفا "لا نستطيع أن نحتمي بعد الآن خلف الصولجانات أو الحدود فهي غير محترمة وتداس تحت أقدام الجماهير الثائرة.
واعتبر الزعيم الليبي أن الحكام العرب "في وضع لا يحسدون عليه لأنهم يواجهون تحديات غير مسبوقة".
أزمة العمل العربي
من جهته أكد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر في كلمته التي افتتح بها القمة العربية على وجود ازمة في العمل العربي المشترك.
وطالب امير قطر العرب بالتحرك من اجل انقاذ القدس وقال انه لا ينبغي ان نكتفي بقرارات الشجب والادانة، وقال ان الشعوب العربية لن تصدق اننا لم نسطتع رفع الحاصر عن غزة.
أمير قطر دعا إلى حل ازمة العمل العربي
وقال الامير" هل تكفي القدس والاقصى قرارات الشجب والادانة وهل نقتنع نحن وتقتنع شعوبنا بان كل ما في وسعنا فعله هو الادانة والشجب هل علينا فعلا ان ننتظر الرباعية بشأن القدس والاقصى".
وقال " نحن امام خيارين اما ان نترك العمل العربي المشترك لمصائره ومصادفاتها تذهب به اينما تشاء او نقف وننبه الى ضرورة المراجعة واعادة النظر "
واقر امير قطر بعد تحقيق انجازات خلال الدورة الماضية من القمة العربية التي كانت تترأسها بلاده وقال" ولسنا نقبل او نرضى ان نتقدم اليكم اليوم او الى الامة من خلفكم بتقرير عن انجازات دورة رئاسية لمجلس الجامعة العربية شرفنا بمسؤوليتها وذلك لان هذه الانجازات لم تتحقق".
واقترح الامير" تشكيل لجنة اتصال عليا تعمل تحت اشراف رئيس القمة ويكون عليها التقدم اليه بمقترحات لحل ازمة العمل العربي المشترك".
وقد توافد إلى سرت عدد من الزعماء العرب، لكن لوحظ غياب كل من ملوك السعودية، البحرين المغرب و سلطان عمان بالإضافة إلى رؤساء كل من لبنان،العراق، مصر و الإمارات العربية المتحدة.
ويشارك في القمة، اضافة الى العقيد معمر القذافي الذي يستضيف لاول مرة لقاء عربيا على هذا المستوى، 12 من القادة العرب هم رؤساء الجزائر والسودان وسورية وموريتانيا واليمن والصومال وجيبوتي وجزر القمر اضافة الى اميري قطر والكويت والعاهل الاردني ورئيس السلطة الفلسطينية.
وييناقش القادة العرب في القمة عددا من القضايا أبرزها قضية القدس و الصراع العربي الإسرائيلي.
وهيمنت قضية القدس على الاعمال التحضيرية للقمة التي اقترحت مصر تسميتها "قمة صمود القدس" في ظل اصرار حكومة اليمين الاسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو على التوسع الاستيطاني في القدس الشرقية.
كما وافقوا على مشروع قرار لرفعه الى القمة العربية يشدد على التأكيد أن القدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وقال مسؤولون في الجامعة العربية ان وزراء الخارجية العرب اتفقوا على تقديم 500 مليون دولار لصندوق القدس في تحرك لمواجهة نشاطات الاستيطان الاسرائيلية في المدينة.
ويتوقع ان يكون بند المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين محط اهتمام خاص في القمة، وسيتم فيها ايضا التداول في عواقب وتبعات استمرار النشاطات الاستيطانية الاسرائيلية في القدس الشرقية